-->
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة

السرعة في الأداء الرياضي

السرعة في الأداء الرياضي

تعرف السرعة بالقابلية على تحريك طرف من الجسم أو جزء من نظام العضلات فيه أو الجسم بكامله من نقطة إلى أخرى في اقصر فترة زمنية ممكنة، والسرعة تتزايد كلما قلت المقاومة التي يجب أن يتغلب عليها الفرد و كما أن السرعة تقاس عادة بالمتر في الثانية.
ولهذا عندما نقيس أي جهد بفترة زمنية يُعَدُ ذلك تعبيرا عن السرعة وهكذا قطع مسافة 30 متر عدوا يعبر عن السرعة وقطع مسافة الماراثون يعبر عن السرعة أيضا، و لهذا السبب تشكل سرعة أداء أي مهارة قطع مسافة معينة في غالبية الألعاب الرياضية عنصر أساس في الإنجاز.
السرعة تتحدد بعوامل وراثية
يؤثر ما يرثه الرياضي من تكوين فسيولوجي في أداء السرعة حيث أن عدد الألياف السريعة الانتفاض تحدد ما إذا كان الفرد قادرا على الانجاز العالي في الفعاليات الرياضية التي تعتمد على السرعة مثل المسافات القصيرة في العاب القوى والسباحة. ويستنتج العديد من المدربين في الرياضة عدم إمكانية تنمية السرعة للأسباب الوراثية هذه. وقد يعتمد الانجاز العالي في فعاليات السرعة على العامل الفسيولوجي ولكن حتى الذي يملك هذه المقومات قد لا يتمكن من تحقيق الانجاز إذا لم تتوفر عنده عوامل أخرى لها دور فعال في الانجاز، إذن قد لا نستطيع أن ننمي السرعة ولكن يمكن تطويرها بممارسة التدريب الصحيح.
تطوير السرعة في الأداء الرياضي
يمكن تطوير سرعة أداء فعالية معينة بواسطة تنمية قدرات معينة في الرياضة، وهي:
• استجابة لإشارة: رد فعل العداء لمسدس الاطلاق او رد فعل لاعب التنس لكرة الخصم.
• المقدرة على التعجيل: لها اهمية خاصة للرياضيين الذين يجب ان يتغلبوا على خصم في الساحة او الذين يجب ان يصلوا الى نقطة معينة في الساحة او القاعة بهدف تطبيق مهارة معينة.
• القابلية على تعديل التوازن بسرعة: بعد تنفيذ مهارة معينة يحتاج ان يكيف الرياضي توازنه استعدادا لأداء مهارة أخرى وهذا ما ينطبق في كل حالة لعب في العاب الكرة.
• تحقيق السرعة القصوى: يؤدي الرياضي هنا مهارة معينة باسرع ما يمكن دون أن يؤثر ذلك في أداء المهارة نفسها.
• القابلية على إدامة السرعة القصوى بمجرد ان يحققها الرياضي: هذا الامر يتعلق بالتوافق وليس له علاقة بالمطاولة. نجد هذا عادة في آخر جزء من السباق (100م) مثلا حيث نلاحظ هبوط واضح في التوافق قبل ان تبدأ السرعة في التباطؤ.
• المقدرة على اختيار بدائل العمل الصحيحة: نجد في العديد من أنواع الرياضة أن الفرق بين النجاح والفشل يعتمد على اختيار العمل الصحيح من بين عدة بدائل لحل مشكلة معينة يسببها الخصم، وكلما يزداد مستوى اللعب تقل نسبة وجود هذا النوع من الاختيارات.
• درجة إتقان اللاعب مهارات اللعبة.
• العجلة التي تعبر عن سرعة الانتقال من حال إلى أخرى وتتطلب حركة طرف من أطراف الجسم أو الجسم بكامله.
على ماذا يعتمد تطوير السرعة؟
يعتمد تطوير السرعة على عدة عوامل ومنها:

1) الإثارة العصبية - تتحرك الاطراف باقصى سرعتها عندما:
• يكون هناك تكرار عال في التبادل بين الاثارة والكبت للنيورونات.
• الاختيار الدقيق للنيورونات الحركية وتنظيم عملها.
• وهذا يؤدي الى مزج بين سرعة الحركة العالية والقوة العضلية المثالية لانجاز الحركة بسرعتها القصوى.

2) المطاطية – الركض السريع والقفز وتحريك الجسم بتعجيل يعتمد على المكون المطاطي للعضلة والذي يربط بين القوة العضلية النسبية والقوة العضلية المطاطية (باور).

3) الكيمياء العضوية: تعتمد السرعة بشكل كبير على طاقة لا اوكسيجينية لا لاكتيكية مخزونة في العضلة وعلى سرعة تجنيد هذه المصادر لأجل الحصول على الإثارة اللازمة لتحرير هذه الطاقة.

4) استرخاء العضلة وتقلصها: قدرة العضلة على الاسترخاء والمد في فعاليات السرعة تُعَدُ عوامل أساسية لأداء المهارة بشكل جيد وفي تكرار الحركة لأن استرخاء العضلات المعاكسة للعضلات العاملة يزيد من المدى الحركي ويساعد في تقلص العضلة العاملة.

5) الارادة : يجب ان يركز الرياضي على بذل اقصى جهد ممكن لتحقيق أقصى تقلصات عضلية سريعة.

6) زمن رد الفعل الاختياري: العديد من الفعاليات وخاصة في الفنون القتالية والألعاب تتطلب تمييز سريع للإشارات (الصادرة من الخصوم) وأن اختيار المهارات الملائمة في هذه الحالة تساهم في زيادة سرعة الأداء (رد الفعل الاختياري).

7) البيئة: المناخ الدافيء، الارتفاع عن سطح البحر، الاحذية، سطح الركض، مقاومة هواء واطئة، الملابس التي تعزز الديناميكية الهوائية، واي شيء يتحتم الرياضي ان يعرفه لكي يتحرك اسرع سوف يساعد في تنمية السرعة.
التدريب على تطوير السرعة
يجب الأخذ في الاعتبار بعض النقاط المهمة في التدريب، مثل:

1) الشدة : التدريب بشدة عالية يؤدي الى تطوير السرعة. ويمكن العمل بشدد مختلفة منها:

• بسرعة 75% لغرض ضبط التكنيك (المهارة) وكيفية اجراء التكيفات اللازمة لادامة الايقاع المطلوب وللمحافظة على توزيع الجهد مع شدة عالية نوعا ما.
• تصاعد السرعة تدريجيا الى 100% وهنا يحاول الرياضي احيانا تخطي السرعة القصوى باستعمال وسائل مختلفة منها السحب. وتتبع الخطوات التالية هنا في تطوير السرعة:

أ‌- تنمية مستوى من اللياقة العامة تسهل تعلم مهارات (تكنيكا) بإتقان.
ب‌- تعلم المهاراة الاساس بشكل جيد.
ت‌- تنمية اللياقة الخاصة يسهل أداء المهارات بكفاءة عالية في حالة التعب.
ث‌- تطوير التكنيك اثناء الاداء السريع.
2) حجم الجرعة التدريبية - توجد علاقة بين الشدة وسعة (حجم) الجرعة التدريبية إذ أن تدريب السرعة له علاقة عكسية مع حجم الجرعة التدريبية وفي الوقت نفسه يجب أن يتدرب الرياضي على المهارات بتكرارات عالية حتى يتقنها. وتوفر النقاط ادناه الإطار اللازم لتدريب السرعة:

• المهارة (التكنيك) : يمكن ممارسة المهارة بسرعة وبتكرارات عاليه فقط اذا قسمت الى جرعات تعلم صغيرة. اي تكرارات قليلة ومجاميع عالية حيث يتمكن الرياضي خلال فترة التوقف من تثبيت التعلم.
• المسافة : ادنى مسافة يمكن عبرها الرياضي ان يولد التعجيل هي المسافة التي تمكن الرياضي من تحقيق السرعة القصوى. لمعظم الرياضيين = 30 الى 40 متر. ولكن هناك الكثير من الرياضات تطلب من الرياضي تحقيق اعلى تعجيل ممكن عبر مسافة 5 الى 10 امتار وفي نهاية التعجيل هذا يكون على استعداد لاداء مهارة معينة بنجاح عال (كرة قدم).
• القيم المثالية: يمكن تحقيق القيم المثالية لادامة السرعة القصوى عن طريق الاختبار لمعرفة دقيقة للمسافة التي يمكن إدامة السرعة القصوى.
• زمن تحقيق السرعة القصوى: في فعاليات الجري يتطلب معظم الرياضيين حوالي 5-6 ثانية لتحقيق السرعة القصوى وهذا يقترح لنا ان الرياضي يحتاج الى مسافة 50 – 60 متر يتمكن من خلالها الربط بين التعجيل الاولي الى تحقيق السرعة القصوى.

3) الكثافة (فترة التوقف): يجب ان تكون فترات استعادة القوى بين الجرعات التدريبية طويلة بما يكفي لاستعادة القدرة على العمل ثانية وقصيرة بما يكفي للحفاظ على اثارة الجهاز العصبي وعلى حرارة الجسم بدرجة مثالية، عادة مابين 4 إلى 5 دقيقة ويتم التدريب ب 3 الى 4 تكرارات / مجموعة ومن 2-3 مجاميع في الوحدة التدريبية.

4) عدد الوحدات التدريبية: وحدة واحدة على الاقل في الاعداد العام (الادامة) و 2-3 وحدة في الإعداد الخاص و 2 -4 وحدة في فترة ماقبل السباقات بغذ النظر عن الرياضة.

5) الفعاليات الاخرى:

أ‌ - رمي الثقل والمطرقة والرمح:

• يمكن تطوير السرعة في الرمي باستعمال أدوات اخف وزنا لكن لا يجب أن يتغير الوزن كثيرا ويقترح أن يكون الوزن اقل بنسبة 5% الى 10% عن الوزن الفعلي لتلافي الإصابات والحفاظ لاقرب ما يكون على النمط العضلي العصبي المطلوب. ويمكن ألتدرب بأوزان أعلى في الوحدة نفسها ويفضل ان يكون التدريب بمجموعة مقابل مجموعة وهذا الخلط بين المجاميع يمكن نقله الى القوة الخاصة حيث يتدرب الرياضي بادلت اثقل ومن ثم الوزن القانوني.
• البلايومتركس.
• يجب استعمال تمارين السرعة ضمن حدود اتقان الرياضي للمهارة. ولا يجب تضحية اساسيات المهارة لصالح السرعة.

ب - القفز: يجب النظر الى تدريب السرعة في القفز بجزئين.
• تنميةالسرعة التقربية (الركض )
• تنمية القابلية على تحويل السرعة التقريبية إلى طاقة حركية باتجاه آخر.
وتنطبق مبادئ تطوير السرعة على تطوير السرعة التقريبية ويجب تعلم كيفية الاستفادة من الزيادة في السرعة عند لوح النهوض او نقطة النهوض اولا ومن ثم كيفية التعامل مع السرعة وكذلك القوة العضلية الناتجة من ذلك. ويمكن البحث في مجالات التدريب في النقاط ادناه:
• ركضة تقربية من اعلى التل إلى نقطة الارتقاء.
• الركض من البداية الطائرة والارتقاء من لوح الارتقاء في القفز.
• زيادة حركة الاطراف غير القافزة نسبة إلى الأطراف القافزة.
وفي النهاية ان القابلية على استعمال الطاقة الحركية الناتجة من الركضة التقربية لها علاقة بالقوة العضلية لذا يجب الأخذ في الاعتبار القوة العضلية المطاطية القوة الارتدادية وال بلايومتركس والقفز العميق، ولكن الذي يحسم الأداء هنا نسبة الى عامل القوة العضلية هوه القوة العضلية النسبية وليس القوة العضلية القصوى.
6- حاجز السرعة: قد يحدث حاجز السرعة عندما يركزالرياضي الشاب على تدريبات السرعة فقط، أو عندما بهمل الرياضي المتقدم ممارسة التمارين الخاصة لتنمية القوة المطاطية. كما هناك احتمالية حدوث ثبات في سرعة الطاقة الحركية نتيجة للتدريب بالسرعة القصوى ويجعل التقدم بطيئا أو مستحيلا وحتى التدريب مع المجموعة نفسها قد يسب ثبات في السرعة. لهذا يجب استعمال تمارين خاصة تساهم في زيادة الإحساس بالسرعة مثل سحب الرياضي للأمام باستعمال الحبال المطاطية (المنجنيق) الركض من المنحدر أو السحب أو أداة اقل وزنا وكل هذا يساهم في كسر طوق السرعة الحالية.
7 - تدريب المطاولة والسرعة: المطاولة عنصر اساس لتنمية السرع وبشكل خاص مطاولة السرعة، ويتحتم التدرج من المطاولة الاوكسيجينية الى مطاولة السرعة عبر الفترات التدريبية. ويؤخذ في الاعتبار ما يلي:

• التكرارات – اركاض دون السرعة القصوى الى القريبة من القصوى وتتطلب التكرارات القريبة من القصوى فترات توقف طويلة لنسمح باستعادة القوى الملائمة للتكرار اللاحق حتى يكون كل تكرار نوعي في الأداء وفي التكرارات دون القصوى تكون فترة التوقف قصيرة.
• التركيز على التحميل بشدة قصوى أو قريبة من القصوى (نسبة الى المسافة المستعملة) عبر مسافات تعادل ثلثي المسافة في السباق أو ضعفها تحت المسافة).
• التركيز على التحميل بسرعة السباق القصوى عبر مسافات تكون اطول من مسافة السباق بنسبة 10% إلى 20% (فوق المسافة)
• التنويع في السرعة: ركضات يتباين فيها ايقاع الركض عبر المسافة مثل : مسافة 150 متر تقسم إلى - 50متر تعجيل- 50متر سرعة ثابتة - 50 متر تعجيل.
• تكرارات عالية: ركض مسافات قصيرة (30- 60 متر) يركز خلالها على ادامة السرعة الصوى. مثل 6 (6× 40م) مجاميع لاتكمل فيها استعادة القوى.
• السباق نفسه.
مثال وصفي لدور مكونات السرعة
إذا أخذنا سباق 100 متر في ألعاب القوى كمثال سنجد خمس مكونات متداخلة تؤثر في سرعة أداء الركض والتي يجب أن تؤخذ في الاعتبار من قبل المدربين والرياضيين عند التدريب التي تعزز أداء الركض وهي: سرعة رد الفعل، قدرة البداية الانفجارية، التعجيل، إدامة السرعة، والتغلب على تباطؤ التعجيل.
  • زمن رد الفعل: يعبر زمن رد الفعل عن الفترة الزمنية المستغرقة بين الحافز (صوت طلقة المسدس) وأول حركة يؤديها الرياضي والذي يتمثل بحركة انسيابية من لوح البداية.
  • البداية الملائمة: وتعبر عن قابلية الرياضي على مغادرة لوح البداية بشكل مثالي وبقدرة انفجارية للتغلب على حال السكون عالية ويتطلب ذلك إتقان تام لميكانيكية مهارة وضع البداية ولهذا تُعًدُ الخطوة الأولى مهمة جدا في سباق 100 متر عدوا.
  • ألتعجيل: يجب أن ينتقل الرياضي من حالة السكون في موقع لوح البداية إلى أقصى معدل للسرعة في أقصر فترة زمنية ممكنة والمحافظة على وضع جسم واطئ في الربع ألأول من المسافة قبل النهوض وهذا يتطلب التوافق العصبي – العضلي والدفع في الأرض بقدمه واستعمال مثالي لذراعيه.
  • إدامة السرعة: بعد تحقيق معدل السرعة القصوى يتحتم على الرياضي أن يحافظ على هذه السرعة (مكون مطاولة السرعة) وهنا تدخل مهارة الركض باستعمال الخطوات الملائمة للمحافظة على الوضع المثالي للركض.
  • التباطؤ: يجب أن يتغلب الرياضي على تباطؤ التعجيل الذي لابد وأن يحدث في المراحل الأخيرة لمسافة الركض عن طريق المحاولة على تقليل فترة تماس القدم مع الأرض لغرض إدامة إيقاع الركض.
وإذا أخذنا الفنون القتالية مثال سنجد أن الرياضي يجب أن يختار كيف يتفاعل مع حركات الخصم ويفرق بين الحركات التمويهية والصحيحة (رد الفعل الاختياري) ومن ثم يختار كيف يتصرف معها أو يهاجم بدوره (سرعة ودقة اتخاذ القرار) وأن يكون هجومه المقابل انفجاري ودقيق في إصابة الهدف.
هكذا نرى أن السرعة لا تعتمد على العامل الوراثي فق وإنما على درجة تنمية وتطوير مكونات السرعة التي تساهم في الإنجاز العالي وهنا لابد وأن يأخذ هذه المكونات الخاصة بفعاليته في الاعتبار في التدريب.
شارك الموضوع عبر :

مواضيع ذات صلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2017-2018 مدونة الحبيب ديزاد برو
Designed by |ElhabibDZPRO